جاءت خلعت شنطتها
وطرحتها
وارتدت بيجامتها الصغيرة الضيقة
القديمة
حلت شعرها
نامت علي حجري
وقالت
" آنه احيكلي حدوته"
عرفت حينها انها حزينة
فهي لا تطلب اي حكايات الا عندما تكون حزينة؟
هل بسبب الحبيب ؟ ام الحياة ؟ ام البيت ؟ ام الدراسة؟
ام ماذا؟
لم اسئل بلعت اسئلتي وفضلت ان العب في شعرها كما تحبني ان افعل
واغمضت عيني
وبدات ان احكي لها
كان يا مكان يا سعد كرام
وما يحلي الكلام الا بذكر النبي
عليه الصلاة والسلام
ترد علي مضض بصوت مخنوق من دموعه التي لم تنزل بعد
في بلاد بعيدة عجيبة
الناس مكنتش عايشه سعيدة
لان البلد دي عمرها ما عرفت معني الضحك
كانت حياتهم عبارة عن الشغل وبس
عمرهم ما عرفوا يعني ايه ضحك او غنا
بلد بعيدة
وحيدة
مش سعيدة
لكن ف البلد دي كانت فيه ست طيبة قوي
كانت حامل في بنوته
البنت دي كان اسمها
" قالت اسمها في خفوت"
الست فضلت تصلي ل ربنا وتدعوه
علشان البنوته
مكنتش عارفه تدعي ليها بايه
بس قالت انه يخليها
مبسوطة وتبسط الدينا
كل يوم تدعي الست لبنتها
ان الكره ميعرفش قلبها
ولا حد تكسر قلبها وهي تكسر قلب حد
وان يوم تتحتاج شئ وتدعي ربنا تلاقيها
وانها لو سبتها ف نص المشوار تعرف تكمله
فضلت تدعي وتدعي لغاية ما جه اليوم
وجت البنوته للدينا
واول ما طلعت البنوته
طلعت صوت غريب قوي
كل الناس بصت للبنت
كانت بتضحك
بصوت عالي بدل البكا
من يومها الناس كلها بقت عارفة البنت
الاول كانوا مش فاهمين وخايفين
هي بتعمل ايه
وشها وبوقها اللي علي طول بيضحك
وكانت بتعمل شئ غريب قوي
كان لما تلاقي حد زعلان وقاعد لوحده كانت
كانت تزحف عليه وتروح ليه
وتفضل تمسك صوابعه وتتشعلق في رقبته
وتفضل تضحك وتضحك
لغاية ما يبطل عياط
وبدات البنت تكبر
وبدات الضحك يزيد
ضحكتها اللي بتطلع من جوه جوه قلبها
للعالم كله
كانت بتفرق مع الناس
حتي لو مضحكوش
بس بمجرد ما يشوفها
كانوا بيرتاحوا
لغاية ما جه يوم و مامتها فيه تعبت
البنت قعدت جنمبها ومش عارف تعمل شئ
غير انها ساكته وعامله تمسح علي شعرها ومش عارف تقول شئ
امها بصلتها وقالت
انتي ليه مش بتضحكي؟؟
البنت قالت
اضحك ازاي وانتي عيانه كدا
الام قالت
اضحكي يا حبيبتي اضحكي ,البكا جربناه ومنفعش
البكا بيكبر بدري , وبينهي اليوم اسرع
البكا مش ف كل وقت وحين ودا مش وقته ولا حينه
اضحكي وخليني اضحك
البنت فضلت تضحك لحد ما بكت
" وقمري اللي نايم ع رجلي دموعها بللت رجلي"
والبنت من ساعاتها قررت لما تبقي زعلانه تعمل حاجتين
تبص للسما وتقول اللي مزعلها وربنا هيحلها لو ليها حل
ولو مالهاش حل يبقي مفيش مشكلة
والحل التاني
انها تاخد نفس عميق عميق عميققققققققققققققققققققققققققق
وتطلعه بكلمةةةةةةة
طظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظ
" القمر اللي ع رجلي بصت ليا ومقالتش اي شئ"
وتمر ايام لغاية ما تقابل البنوته شاب
مش زي اي شاب
شاب بيقولوا عليه ساعات بيضحك
بس محدش شافه مرة بيضحك
قابلته ناحية الشجرة اللي بتروح عندها علشان تشكي همها
للسما وللدينا
لاقيته قاعد هناك بيكتب
وبيقرا بصوت عالي
وبيرقص و يرقص ويرقص
ويضحك وكانه بيكلم حد
وبعدين يقعد يكتب
ويبكي
جت البنت ف يوم قربت منه وهو بيرقص
وقف
باصلها لاقيته بيعيط لسه بتسلم عليه
مشي
جري وفضل يجري معرفش يوقف
وهو بيجري لاقت الدفتر بتاعه واقع
فتحته
واول ما فتحته رايحة حلوة قوي طلعت منه
وفضلت تتفرج علي رسومات لبنت
من غير وش
وكلام ع نفسه وعن حلمه اللي بيدور عليه
وعن النجوم
وعن الضحك
وعن السما
وعن الرسم
وعن الرقص
وعن الكتابة
وحتي عنها
كلام بيوصفها من غير اسم
عن الظروف
عن كل شئ معاكس
فضلت تقراء وتقراء
لغاية ما النجوم جت وظهر القمر
روحت وهي تقريبا بتمشي ع السحاب
ومكنتش فاهمه ليه
راحت الصبح عند نهر صغير ورا غابة صغيرة
وقعدت تبص من خلال الميه ع السمك الصغير
وهو بيلعب وبيجري ورا بعضه
وفجاءة طلعت الدفتر
وفضلت ترسم في اخر صفحة وشوش بتضحك
وفضلت تكتب كلام من نوعية
سمك
وسما
ونجوم
وبكره
وفضلت ترسم
وقامت ترقص زي ما شافته بيعمل امبارح
ومشت ونست الدفتر
عبقال ما وصلت البيت افتكرت الدفتر
رجعت تجري
وتجري
لدرجة انها سمعت صوت قلبها
من كتر الخوف ومن كتر القلق
مكنتش بتاخد بالها من اي شئ وهي بتجري
لغاية ما وصلت للنهر ولا قت الدفتر زي ما سابته
ضحكت وقعدت تريح مطرح الجري الكتير
بتفتح تشوف اللي رسمته
لاقت ف الصفحة اللي ف وش اللي رسمته
رسومات جديدة مش هي اللي راسمها
فضلت تبص حواليها
وملاقتش حد بس الخط والرسومات زي رسومات الولد
صاحب الدفتر
وخط ايده
ضحكت
فتحت صفحة جديدة وفضلت ترسم وتكتب برده
اللي بيجي علي بالها
وخدته معاها
تاني يوم راحت عند الشجرة الكبيرة اللي شافته عندها اول مرة
وفضلت قاعده عندها لغاية الغروب
لاقيته جي
ومش باصص ناحيتها
وقفت وبصتله
من غير ما بيصلها
مد ايده ومن غير كلام وبيشاور انه تديله شئ ما
مدت ليه الدفتر
سابه يقع
مفهمتش
مسك ايديها وغمضلها عينيها
وبدات يرقص ويرقص ويرقص
حست ان رجليها في السحاب
وان النجوم عبارة عن اشارات المرور
ان القمر سريريها
" وانا القمر اللي ع رجلي مستمتع بشدة"
فتحت عينيها بصت حواليها
ملاقتهوش
ولا هو ولا الدفتر
لاقت ورقة
مكتوب عليها اسمها
ومكتوب تحتها
" هو انتي بجد كدا؟ "
ضحكت وفضلت تطير و تطير لغاية ما وصلت للسرير
يومها معرفتش تنام من كتر الضحك
لدرجة ان من اول ما النهار ما طلع لمت ورد كتير ودخلت باست
امها
وفضلت تلف ع الناس وتضحك وتديهم ورد
نزلت النهر وفضلت تلعب مع السمك
وتجري وراه
عملت حاجات كتيره قوي
لدرجة انها مش فاكره منهم شئ
غير ان ضحكتها بقت بتنور اكتر واكتر
تاني يوم الصبح اشترت اسكتش كبيررررر
راحت عند الشجرة
وجابت كل الالوان اللي عندها واللي عند الناس
وبدات ترسم وتلون كل شئ يجي ف بالها
جاه الولد
وفضل يرسم معاها
فضلوا يرسموا 7 ايام
ويلونوا اللوحة الكبيرة اللي فيها كل شئ
من حياتهم الناس الطيبة
الاهالي الحزن الفرح
كل المناسبات اللي افتكروها
واسماء الناس
والنجوم
والسحاب
والقمر
النهر والشجرة
والغابة
السمك
الرقص
الوجع والحنين
الفرحة والحب
كل شئ
فضلوا يسحبوها وكل واحد من اهل البلد البعيدة دي
يرسم شئ
ويزود شئ
الناس لاول مرة كانوا يشوفوا اي شئ
بالشكل دا
بدات الناس تفتكر الزمن اللي فاتت
لدرجة انه بدوا يشوفوا الزمن اللي جي
الولد والبنت سابوا البلد
وهما عاملين يضحكوا ولاول مرة ف حياتهم
وهما بيعلقوا اللوحة الكبيرة
الولد مسك ايدها
وبيقولوا انهم كل يوم بالليل
بيشوفهم بيرقصوا
ع السحابة الكبيرة اللي فوق
البلد البعيدة قوي
قوي
قوي
قوي
" نامت القمر اللي رجلي
مسحت دموعي
علشان مش تصحيها
وبصيت للصورة اللي ع المكتب
وقولت
اد ايه انت وحشتني"
هناك ٦ تعليقات:
عاااااااااااااااااا.. انا بكرهك :((((
أشكرك انا كدا هتغر
:))
عميقه يا مصطفى
حلوة قوي بجد زيادة عن اللزوم
تسلم ايدك
حلووووووووووة بشدة
موجعة بشدة
أيقونية بشدة
زى القصص الصغيرة اللى بتقرأ ف مكان ما وتحس انها ما اتكتبتش هى موجودة كده منذ الأزل زى حواديت جدتى
قلتلك قبل كده .. أنت بتفهم يا أبنى
عارف كدة في حاجات من كتر ما هي حلوة ميكونش ليها وصف تقدر تقول دي منهم :)
إرسال تعليق