الجمعة، ١٠ ديسمبر ٢٠١٠

شجرة ما


شجرة ما
شجرة كليوباترا
يرجو تحميل هذا الشعر مع قرائتها

http://www.youtube.com/watch?v=8pACCyN48gQ



................................
هذه القصة بنسبة ليس صغيرة حقيقة
سمعتها من فترة ,وتعلقت بتلك القصة بقوة
لا اعلم لما تذكرتها الان
.................................................
" السلام عليكم و رحمة الله " تستدير براسها ناحية الشمال
"السلام عليكم و رحمة الله " , دي كانت صلاة العشا , دايما بيجلها شعور غريب بعد الصلاة , صلاة العشا تحديدا , يمكن علشان كانوا متعودين علي الصلاة سوا؟؟؟ يمكن سكون الاجواء هو السبب؟؟
خلعت الطرحة ,البنفسجية التي ذهب لونها مع لون شعرها الاسود علشان تفضل الجدائل البيضاء الناصعه , تمسك بالسبحة , تقف امام البلكونة , تتردد في فتح تلك البلكونة , تدفعها , تبص علي الكرسين الخشبين وهذا المصحف القديم الملئ بعلامات الترقيم , الصفحات المخلوعة ,تقعد علي الكرسي اللي علي اليمين ببط , وكان مش جسدها اللي بيقعد , كان روحها وذكريتها , كل الجمل اللي انت بتسمعها عن الاحفاد والزواج والعلاقات والمشكلات والافراح ,تستريح ببط علي هذا الكرسي الخشبي ,تبص علي المصحف تتوقف عن التسبيح....
تمسك المصحف القديم باديها الاتنين , تشم رائحته , ليس رائحة المصحف ... رائحته هو ...رائحة من تركها للشمس وللقمر
رائحة اليد ذات العروق الواضحة ,الجلد المنكمش مع الذكريات
تلك اليد التي تحتاجها الان وحالا .....
تكتم تلك الانفاس مخلوطة مع تلك الذكريات مع الضحكات مع الدموع ... ولكن ف النهاية لازم النفس يطلع
علشان نفس جديد يدخل...
تبص علي الشجرة اللي قدامها أعلي محطة ترام كليوباترا بعيون لا تري تلك الشجرة كما هي تراها علي اصلها....
تراها...
...................................................................
"السلام عليكم ورحمة الله " يلتفت الي اليسار
"السلام عليكم و رحمة الله " يرفع يده ويدعو الله وهو مبتسم وهو لسه علي الارض , وهي تؤمن من خلفه , بنفس الطرحة البنفسجية ولكن اللون كان اكتر حياة هنا يحط ايده علي وجهه ويهمس بدعاء ما... تنام علي ظهره حتي تسمع ما يقوله ... يقوم يلم سجادتين الصلاة , يدخل البلكونة يجلس علي الكرسي الخشبي ناحية اليسار
تدخل عليه وهي ممسكة بكوبين كاكاو , تجلس..تنظر ليه وهي تشرب الكاكاو , هو مازال هو , تلك الابتسامة , هذا الهدوء الغير البارد , تفاصيله الواضحة ... طريقة كلامه المريحه وكانه يحكي حكاية , كانت ومازالت طفلته وليست زوجته ...

"عارفه أحلي حاجه هنا ايه؟؟ " سئل والابتسامة علي وجهه لا تفعل شئ غير ان تنير وجهه اكتر

" أننا هنا سوا مع بعض ولا الكاكاو اللي انا عاملها ؟؟ "
يضحكان يمسك يدها ويقفان وينظران لشريط الترام والطريق والبيوت اللي لسه مجتش يحضنها من ظهرها ويسمك يدها ويرسمان

" كل شئ هنا جميل , المكان هادي , سيبك من الترام , بوصي علي الهوا عامل ازاي , كل يوم وشك بينور اكتر واكتر , داخلين علي 20 سنة ولسه كل يوم بنبني حلم جديد "

كلامه كان همس ف اذنها , تفتكر كل شئ , البداية الصعبة , اول ولادة , اول زواج , اول فرحة , اول حزن ,اول صلاة جماعه منفردين , اول كل شئ , اول معني لكل شئ معا , تشعر بتلك الدموع علي كتفها , يهمس في هدوء كعادته
" بحبك "
اوقات كتير مش بيبقي فيه اي معني لاي اي كلام , اوقات كتير مجرد الصمت بيبقي ابلغ رد , علشان كدا سكتت ... علشان كدا حبته... علشان كدا هي زوجته , تلك اليد , تلك الانفاس العطرة
اول مرة تعرف معني...
" أنا بحب رايحتك قوي , مش الريحه اللي بتحطيها , لا , رايحتك , الريحه الربانيه ... التركيبة السحرية ... اللي ربنا ابدع فيها وكنتي انتي ليا انا بس "

تلك اليد , ذات العروق البارزه ,هذا الجلد المنكمش ,همسه السحري , صوته القادم من اعمق اعماق قلبه ... لهذا هي تعشقه ببساطة
يجلسان مرة أخري , يمسك المصحف المتامسك ,يغمض عينه ,يمسك يدها ويضعها مع يدها ويطلب منها اغماض عينها ,ويطلب انها تفكر في شئ , ويمران بيدهم علي المصحف الشريف , عدة مرات الي ان يستقرا معا علي ما يريد الله ان يقوله لهم
يفتحان عيونهم علي سورة أبراهيم علي الاية من 23 الي 25

" وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ , أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء , تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ "

ينظر اليها ويبتسم ويقول....

" ها ايه رايك؟؟ "

تنظر له في حنان وتقول

" ها ايه ؟؟ مش فاهمه تقصد ايه؟؟ "

يبستم ويمسك بيدها ويقول

" ايه رايك نزرع شجرة هنا " ويشير في الاتجاه التي تنظر اليها

" شجرة؟؟ هنا؟؟ في كليوباترا؟؟ "

" اه , وايه المشكلة؟؟ تخيلي كدا , هتبقي زي ما تكون حفيدة لينا , نكبرها ونراعها , تكبر قدامنا , وتظلنا "

" بس الناس هنا يعني .. آنفين قوي "

" هههه , يا ستي , نعتبرها زي ما بقولك حفديتنا الجديدة "

يسكتان , يتحدثان ويضحكان ويتكلمان و......
............................................................................
هو امر ليس هين بالمرة ان تشعر شعور شجرة
هي كانت كذلك الان ,تلك الشجرة كانت هي لا احد يحاول حتي ان يستوعب هذا , تلك نوبات البكاء , شعورها بالوحدة وسط كل هذا العدد من المحبين لها ...
الشجرة بتميل وبترقص سلو مع الهوا وهي زيها بترقص سلو مع الذكريات , الشجرة دي اللي زرعتها معاه
العرق بتاعهم كان اول شئ روي الشجرة دي وهما بيحفروا
ضحكهم علي تريقة الناس , كلامه عن الحفيدة الجديدة ,
الان هي والشجرة , وجها لوجه ,مبقتش تحكي اي شئ غير ليها
والدينا بتشتي والدينا حر ...
وهي مبسوطة وهي زعلانه .. تقف في نص البلكونة ... تسند بدراعها...تفرد نفسها ... تاخد نفس عميق ...وتتمايل مع الشجرة
الي الامام والخلف... واليسار واليمين
بالنسبة للناس هي مجرد شجرة ما...
مجرد شجرة موجودة علي الترام في كليوباترا
بالنسبة للناس هي مجرد شئ ,زي كل الاشياء اللي عمر
ما حد كلف نفسه وبص ليها , هي هنا ازاي وليه؟؟؟
انا كنت واحد كدا , مجرد حفيد يري جدته الطيبة
العاطفية التي يحبها الجميع , يري تلك الشجرة الضخمة
ولا عمري فكرت اني اعرف ,لاني بكل بساطة مش مهتم
ولكن لما تسمع الحكاية تفهم
كويس جدا.... ان شجرة كليوباترا
ليس مجرد أبدا شجرة ما...
....................................................
ملحوظة هي ليست جدتي
وليس لي اي علاقة انا فقط ناقل للقصة
الا وهي قصة الشجرة ,التفاصيل الاخري
هي فقط من خيالي المريض
لذلك لمن يعرفون الحقيقة عذرا
سامحوني.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

انا معرفش القصه الحقيقيه بس عجبتنى جدا حتى وهى من خيالك اللى مش مريض خالص