السبت، ٢٠ أكتوبر ٢٠١٢

حكايات لن تروي


رقم كمان أصبح لن يرد علي
رقم كمان أصبح يحمل ذكري
محمد عبد القادر
أسم + رقم
حادثة علي الطريق
كبيرة بشعة
محاولة من الساعة 7 صباحا اننا بس نعرف هو فين
هو عايش ولا مات

اتصالات باكثر من 50 مستشفي دون اي مبالغة
نفي وتجاهل وكلام سخيف وبرود

محمد عبد القادر

صديقي اللي كان بيحضر شقته
وبيجهز للدكتوراه اللي كنت بتكلم معاه من كام ع اليابان
علشان راح هناك وعرض أطفال وكسب
اللي كان بيزعل مني علشان انا مش بضحك كتير
مش عارفين نوصله
صديق راح يدور مع أهله بالمستشفيات
وصل لمكان الحادث كلمته قالي فيه مكان قريب هروح ابص فيه
جثة مجهولة الهوية الاهل راحو بصوا عليها مطلعش هو

أمل

مصابين غير موجود بهم

أمل


فاضل كام مستشفي والامل يتصاعد
والحلقة تضيق

" آلو ايوه يا رامي وصلتوا لحاجه "
" انت ف الكلية ؟ "
" آه "
" طيب لو فيه بنات حواليك , ابعد عنهم , محمد الله يرحمه "
صمت
صمت
صمت
صمت
صمت
صمت
صمت
" اتاكدت؟ "
" آه انا اتعرفت عليه بس الحادثة شكلها شديد لانها مغيره ملامحه , مستني أهله كمان وهنبدأ ف الورق "
صمت
صمت
صمت
صمت
" أدعيله "
تمتت " ربنا يرحمه "
لا أشعر بأي شئ من جديد
أعرف أني غاضب وحزين وموجوع
لكن لا اقدر علي الاحساس
ذكريات تقلتني قتل ف الصميم ف روحي مباشرة
واحنا بنهزر وبنضحك وهو بيكلمني علي الكلية والشغل
وعدي ليه انه هجبيله نص علشان نروح اليابان تاني
الحياة شئ عبثي
شئ هش
أتاكد كل يوم من دا

أتمشي مع صديق لفترة طويله أحكي أحكي أحكي أحكي عن اللاشئ
اضيع الوقت , اتوه عقلي رافض دا
روحي غير متواجده

اصل البيت وانا حاسس اني بموت فعلا
الباب يخبط جامد صراخ بنات الجيران الصغار
امهم اتعاركت مع ابوهم أغمي عليها
انادي ع أمي
أفيق السيدة
احاول ان اضحك البنات الصغيرة المذعورة
انجح 
بينما انا أموت زوجها يجي
يجلسوها
أفتح الباب ف هدوء وارجع شقتنا
أكتب
أفكر ف الاختفاء فترة
أحاول الا أبكي
رقم جديد يحمل أسم محمول تداعي للافكار جميلة عن شخص
توفي في هدوء
يحب الله الطيبين ولا يقدر ع فراقهم كما هو واضح
محمد عبد القادر لن يكون آخرهم
سأفتقدك
للاسباب كثيرة
..................
حكايات تمت روايتها عن طريق
محمد عبد القادر
خيال ظل تحريك وغناء أطفال
أخراج محمد عبد القادر

الأربعاء، ١٧ أكتوبر ٢٠١٢

انا من اهوى - بشار زرقان

التعبد السري


عارفه اكتر سبب بيخليني أحب ربنا؟
انه هو ربنا
قال دا بينما كان بينظر لها ف عينها
نظرة لم تكن جديدة ولكنها نظرة أخيرة
مشفتوش بعد كدا
كان بالنسبة ليها محرابها السري
صلاتها اللي ف الخفاء
كانت بكل بساطة تحبه
قالت ليه ف يوم
" أنت ليه متمسك بيا ؟ "
قال
" متمسك بيكي؟؟ غريبة قوي الصفة دي متمسك , انا مش متمسك بيكي علي الاطلاق , انا حر بيكي
انا مش متمسك بيكي
علشان اي سبب
لانك كونك انتي انتي هو سبب كافي
اني كل يوم اصلي ركعتين قضاء حاجة لانك حاجتي
واتعبد ليلا بس علشان الملايكه تلاعبك لعب النوم
انا حتي مش بحبك
او بعشقك
تفقد الكلمات دي معناها بشكل كبير لما ابص ليكي زي دلوقتي
يوم ما كنت ف البيت عندكو
مكنتش قادر أستوعب اني بتناقش عليكي كنت عاوز
هي لي وانا لها
هي ستي وتاجة رأسي
انتو بتتكلموا ف ايه؟
شوفت بنتنا تجري ف الصالة وانتي تحضنني وبتقولي
هي دي بجد بتاعتنا؟
متمسك بيكي دي كلمة عامة قوي
للاحسن شئ خاص لي"

تكمل مشي
بينما المطر يحكي لها حكاية ما
غير مكتملة
عن وعود نكست من قبل الزمن
جلست ع موج
وقررت ترك نفسها ف عبادة سرية مع البحر , هي تعلم ان الله يحب البحر
ولذلك خلقه واسع
يحتوي كل شئ
الموج تناقلها
حكي وغني لها
قال ما لم تقله هي
اكمل لها ابيات شعر ناقصة
وغسل قلبها
وبينما هي تصلي
صلاة الفجر
وعند القيام من الركوع
وهي تقول
" سمع الله لمن حمد "
همس ف أذنها
" ربنا لك الحمد عليكي "
سجدت
بينما صوت المنشاوي يصدح
ف الخلفية
تسلم صلاتها
لخالقها
تنظر خلفها
تنهي صلاة الحاجة
وتبتسم

السبت، ١٣ أكتوبر ٢٠١٢

عن النساء



زمان ولفترة قريبة كنت دائما أرغب ف تبني بنت وأسميها أسكندرية 
أتعلم من أجلها صناعة الضفائر
أدخلها مدراس ألمانية بينما أعلمها العربي ع يدي شيخ أزهري
أجعلها تتعلم السباحة والغناء والتجويد والباليه عدة لغات
وكذا حاجه كمان
دلوقتي لا خالص كمان
ليه؟
اعتقاد شخصي بحت ربما يكون غبي وسخيف وسطحي وغير صحيح 
لكن بالنسبة لي
المرأة بصفة عامة والعربية بصفة خاصة جدا
هي صنف أرقي من 95% من الرجال 
لكن هنا ف بلادنا الموضوع مختلف هنا بقينا بنتعامل مع النساء انهم علبة تونة 
” ايه دا انتي عندك 22 سنة ولسه مش مخطوبة؟ “
” انا مخطبش واحدة مشيت معاها “
ليهم تاريخ صلاحية ينتهي ف وقت يحدده المجمتع ومحطوطين ع الرف متاحين للاي لمسه من اي حد حتي لو قط عفن يعيش ف الشارع بأختياره
لكن اقتناعي ان الرجال بصفة كبيرة والشرقيين منهم والمصريين تحديدا بصفة عامة كبيرة الا من رحم ربي
وانا غير مستثني 
أوساخ وانذال وضعفاء 
ليه بقول شئ شبه دا؟
كام مرة كنت قاعد علي قهوة وسمعت وصف تفصيلي علي جسد فتاة تمر امامك؟
كام مرة وانت بتوصل صديقة/اختك/قريبة اي احد يحمل هرومانات الانوثة وتشعر بالخوف من الاعين اللي انت عارف كويس مع انك مش عامل شئ بس انت مجرد خيال مآته لو انت مش موجود الغربان كل حيوانات الحقل هتتلم
كام مرة فكرت ” مهي تستاهل ايه اللي هي لابساه دا ؟ “ 
كام مرة فكرت ف أفكار جنسية لمجرد اماءة او تفصيلة ما؟
كام مرة حسيت بالعجز انك مش عارف تعمل اي شئ لبنت بتتعاكس او بيتم التحرش بيها؟
كام مرة ” اي حد يحمل هرومانات الانوثة ” تشكو لك اهلها اللي بيرغموها ع الزواج او علي كلية ما او علي اي شئ بصفة عامة قعدت تقول كلام علي وزن
معلش بكره احسن وكل شئ بيعدي وهما خايفين عليكي؟
دي امثلة بسيطة وهبلة علي فكرة
تيجي بقي للناس اللي بتعمل نفسها بتفهم
وفاكرين انك كونك رجل يعيطيك اي قوة او شئ مميز عن المرأة 
هتلاقي الكلمة الاشهر
القوامة
مبدئيا كدا انا عاوز حد اي حد ف الكوكب يجيب ليا شئ من السيرة النبوية ان النبي اللي نزل عليه القرآن استخدم الكلمة دي مع زوجاته
ثانيا الاية بتقول
الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا ( 34 ) ) 
الامر مش ف المطلق ليس سداح مداح 
انك راجل ف انك بالضرورة بتفهم 
لا خالص ع فكرة 
يجي يقولك لما يضرب مراته اهو تصريح بالضرب اهو
طيب يا عم الزفت انت تعرف شروط الضرب دا ايه؟
اولا يكون بثلاث اصابع والا يترك علامة علي الجسد
او بالسواك يعني من الاخر متضربهاش انت كدا بتنبها
وقبلها اصلا 
قايلك اوعظهم 
وسبهم ف الفراش 
لكن مش تقوم سفحها قلم وكام شلوت وترميها وتقولي اصل القرآن قال
دين ايه دا اللي يقولك اضربها؟؟؟؟
يا بيه النبي اللي المفروض بعث لينا يعني 
قال 
رفقا بالقوارير 
النبي اللي عمره ما مد ايده واحدة ست
هيقول اضربوهم عذبوهم وعلقوهم علشان يسمعوا الكلام؟

دليل 2
ركز كدا معايا
ليه ربنا قال ان نساء الارض أفضل من الحور العين المخلوقين من نور اصلا؟
ليه ربنا أختار الناس تحديدا ليضع بهم سر الارض ؟
الجنة تحت أقدام الامهات , أحب اضيف معلومة مهمة بشدة الامهات دول ف الاصل نساء اه والله
السيدة خديجة اللي زوجة النبي الاولي
لما النبي جه عملت ايه؟
فقعت زرغوده علشان جوزها بقي النبي؟؟؟؟؟
ولا حضنته ودفته؟
وخدته لدار الارقم ولما أتاكدت عملت ايه؟ وزعت شربات ان جوزها نبي آخر الزمان؟
حضنته دفته لغاية ما نام
عمرك ما هتلاقيها بتكلم زوجة النبي
لا بتتكلم علي راجلها اللي بتحبه
دا معناه ان النساء ملائكة؟؟
لا خالص علي فكرة
هما صنف ملبوس اينعم فجاءة يقررون انك احسن شخصية ف حياتها وبعدها ب 10 دقائق تبقي هتولع فيك
السيناريو المتخيل اللي بيبنوه بشكل غير منطقي لمجرد انك كحيت جنمبهم
الاصرار والزن الغير المبرر علي اشياء مريبة
قول شئ وفعل شئ آخر
“حبيبتي انا هخرج مع صحابي “
“اه ياسلام انجوي يا حبيبي “
ترجع بالليل تتصل تقولك يبقي خلي صحابك ينفعوك وسبتني لوحدي
وغيرها من الحاجات المريبة 
لكنها اشياء تقدر التعامل معها

لكني لا اقدر ان اتخيل ان ابنتي ترجع وتحكي لي عن حيوان ما قرر ان يتحرش بها
عن كسرة قلب متعمده بغرض التسلية 
هتقولي اللبس وهما اللي بيجيبوه لنفسهم
هقولك اضرب نفسك بالقفا
لما ربنا يبقي واقف يحاسبك مش هيسئل حد غيرك علي أفعالك انت بس
مش هتبقي ف النادي يوم الحساب هتبقي انت وهو 
بس فقط
………………………..
ملحوظة لطيفة للبنات
هو لما ” اي من يحمل هرومانات الذكورة ” علي صلة به 
يقولك بلاش تلبسي “اي شئ” دا 
هو بيأخد باله ازاي انه ضيق قوي او محزق ؟؟؟
ملحوظة

بقيت بخاف لما بمشي مع صديقة او كائن انثوي
انا عمري ما هسمح لبنتي انها تكون جزء من علب التونة الجاهزة لقطط وسخة 
انا عمري ما هعرف أقتنع يعني ايه احنا عارفين مصلحتك؟
عمري ما هفهم يعني ايه اسمع دبلجة صوتيه لحركة وجسم فتاة تمشي 
الاحساس اللي بحسه ان يارب خدني بقي او ان الارض تنشق وتبلعني لما بسمع شئ شبه دا
انا لا رومانسي ولا كاتب شئ علشان النساء تحبه
انا برده مش بقول ان مفيش اي فرق 
ولا ان دا احسن ولا اي شئ انا بقول صنف أرقي 
من حيث حاجات كثيرة
الرجال بيبقوا عاوزين الحاجه دلوقتي بيعملوا اللي حاسينه دون الالتفات للاي شئ
يمكن بسهولة للاي سبب تافه يتخلي عنها
فيه بنات بتعمل كدا؟ اه فيه طبعا انا مقولتش ان مفيشششششششششششش ملايكه مفيش 
فيه وفيه بس الاغلبية ف مجتمع عنصري بكل أشكال العنصرية
الاغلبية هي اللي بتستحمل 

لما نبطل نخلي البنت قبل ما تنزل تفكر مليون مرة
عندما تتوقف فكرة ركوب مواصلة عامة مخاطرة غير محسوبة
عندما لا تسمع المبررات من نوعية اللبس والمشية مبرر للانتهاك الجسد
لما نبقي نلخص البنت ف جسدها 
لما نبقي نبطل وضع تاريخ صلاحية للنساء 
لما نعترف انهم كائن أرقي بشكل كبير لان الله هو من أختار ذلك

ربما ساعاتها 
أقدر علي الموت وعلي وجهي ابتسامة


هبة السويدى.. سيدة بألف ألف رجل



هبة السويدى.. سيدة بألف ألف رجل

  بقلم   د. عمار على حسن    ١٢/ ٧/ ٢٠١٢
قبل الثورة بسنين، قامت بتدريس التربية الدينية للأطفال فى جمعية «الزهراء»، ودارت على ملاجئ الأيتام، لتكفكف الدموع وتطلق الفرح فى عيونهم البريئة، وغبرت حذاءها غالى الثمن فى الشوارع المتربة للأحياء العشوائية، لتباشر تنفيذ مشاريع الصدقة الجارية، حيث السواعد المفتولة وماكينات الحفر التى مدت تحت الأرض قليلا مواسير لمياه الشرب النظيفة لهؤلاء المحرومين. تخرج من الخنقة إلى المسافات المفتوحة وشعرها الناعم يهفهف فى النسائم العابرة، لكنه لا يحرك الصمت اليقظ داخلها، الذى يمنعها دوماً من أن تتحدث عما تفعل.
لكن صمتها انكسر ذات مساء وهى تطالع الشاشات والورق الطويل العريض لصحف تتدفق يوميا عن الشهداء والمصابين. صرخت من أعماق قلبها وهى ترتجف أمام شاشة التليفزيون: «حرام عليكم يا ظلمة».
وما إن ارتفعت الشمس قليلا فى كبد السماء حتى كانت قد أنهت اتصالها بكل من يعنيهم أمر اللحم الذى يتمزق، والدماء التى تسيل، والعيون التى يفقؤها الرصاص، والصدور التى يخنقها الغاز، والعظام التى تدهسها المصفحات التى لا قلب لها. وفى اليوم التالى كانت عربات الإسعاف تنقل أصحاب الإصابات الخطيرة من المستشفيات البسيطة التى ليس بوسعها أن تعالجهم إلى مستشفى قصر العينى الفرنساوى، بعد أن اتفقت مع إدارته على تخفيض نصف تكاليف الجراحة والعلاج، ثم ساهمت فى نقل الحالات الأكثر خطورة إلى ألمانيا والنمسا والسويد، ليعالجوا هناك مجاناً، ذهبت مع بعضهم إلى المطار، وربتت أكتافهم، وطبعت قبلات على جبين أولادها المعلقين بين الحياة والموت. وحين عادت قال الناس فى قلب الميدان الكبير الذى يطوق ذراعيه على مئات الآلاف من البشر: «أنت أم المصابين».
وفى مكتبها، فتحت إدارة كاملة لمتابعة كل شىء، ومعها صاحبتاها «غادة أحمد»، والحاجة «صالحة».. تنقر على «الكى بورد» فتوثق بيانات المصابين، كل شىء عن الأسماء والعناوين والأقارب الذين يقفون ملهوفين أمام مبانٍ تنبعث منها روائح الفينيك والميكروكروم والعتمة المثلجة، وكل شىء عن مواعيد العلاج ونفقاته والأطباء الذى يتابعون ويبذلون كل جهد مستطاع فى سبيل تخفيف الألم ومنح الأمل، وكذلك النفقات التى تم صرفها، وما تبقى، وكيف يمكن تدبيره؟
حين تجلس مع نفسها بعد انقضاء شهور العطاء والعذاب واللهفة تحل برأسها صور الذين سكبت فى أفواههم المنفرجة قليلاً جرعات ماء تروى لحظة الرحيل، وأولئك الذين مدت يدها الرقيقة لتغلق جفونهم المنبلجة على الفراغ، والذين ندت عنهم آخر آهة توجع قبل الصمت الدنيوى الأبدى.
لا يمكنها أن تنسى أبدا سامح عبدالرحيم الذى مات بعد ٤٠ يوماً من إصابته بطلق نارى بالعنق يوم جمعة الغضب، كانت إلى جانبه وهو يرفرف مودعاً كل شىء وراء ظهره.. أشياءه وأمانيه. وكم شعرت بالعجز وروحه تصعد إلى بارئها! وكم تمنت وقتها لو كان بيدها أن تمنحه بعض الوقت ليطلق فى العتمة الحالكة أحلاما جديدة!
ولا يمكنها كذلك أن تنسى محمود قطب الذى دهسته سيارة دبلوماسية فزعة بشارع قصر العينى كانت تحاول أن تهرب بعيدا عن حشد من المتظاهرين. كان الأطباء يتابعون حالته الميؤوس منها ويقولون لها: «وفرى المال لآخرين! هذا الصبى أيامه فى الدنيا معدودة».
لكنها كانت تصر على أن تستمر فى علاجه وهى تضع نفسها مكان أمه التى تغرف بكفيها كل يوم دموعاً لا تكف عن الهطول، بعضها ينسكب على شفتيها المقددتين حزنا فتبتلان قليلاً، وبعضها يتسرب إلى جوفها المعجون بطعم الصبار فيمنحه بعض الملح الذى يخفف المرارة قليلا.
وذات مرة، صرخت فى وجه طبيب طلب منها ألا تتعب نفسها ومالها: «لو كان ابنى كنت سأفعل المستحيل حتى آخر لحظة».
لكنه فارق الحياة فى الثالثة فجرا، بالضبط بعد خمسة أشهر من إصابته، ونزلت هى فوراً من بيتها لتلقى نظرة الوداع عليه. وبعد أيام قليلة كانت فى قاعة النساء بمسجد عمر مكرم تتلقى عزاءه.. ألم يكن ابنها؟
كلهم كانوا أبناءها أو إخوانها، ومن أجلهم تحاملت على نفسها ووقفت ذات عصر على المنصة الكبيرة فى ميدان التحرير لتقول للناس فى كلمة مقتضبة وعفوية لكنها عميقة ومؤثرة: «لا تتركوا أياً منهم يواجه الموت وحيداً».
تجلس فى ساعات الراحة أمام التليفزيون ترى وجوها كثيرة وتسمع كلاما فى كلام، تبتسم حين تسمع أولئك الذين يفرطون فى الحديث عن حقوق الشهداء والمصابين. تسخر منهم جميعا وتقول: «لم يأت أحد منهم ليخفف عن المصابين. طلبتهم كثيرا لكنهم مشغولون بالثرثرة أو اقتناص السلطة».
لكن هذا لم يحبطها، كانت تغمض عينيها حيال كل شىء، ولا ترى أمامها إلا ما تسعى هى للوصول إليه. فلا يوجد عندها أبدا أولى من رتق جرح ينزف، وجبر عظمة مكسورة، وكفكفة دموع أم ثكلى. وكانت تقول لنفسها دوما: «أنا أعمل فى النصف الحقيقى من الثورة».
إنها سيدة بألف ألف رجل، اسمها هبة السويدى، تأخرت طويلا فى تحيتها، فلها اعتذارى، وأرجو أن أكون قد وفيتها هنا بعض حقها عن كل المصريين، وفى مطلعهم الثوار.

«الأم ماجى»




سؤال يراودنى كثيرا، وهو كيف نمتلك فى مصر الكثير من الأمثلة الإنسانية العظيمة، ومع ذلك لا نحاول أن نبرزها أو نضعها فى إطارها الصحيح، من كان منا يتصور أن هناك سيدة مصرية عظيمة يطلق عليها «الأم ماجى» مرشحة لجائزة نوبل منذ سنوات. والذى لا أفهمه لماذا تلك المرة فقط تم الكشف عنها فى وسائل الإعلام المصرية؟ وكيف يمكن لنا أن نتفهم أن تكون تلك السيدة العظيمة بيننا منذ فترة طويلة بأعمالها الخيرية لصالح الفقراء فى الأحياء الشعبية، ومع ذلك لا نعرف شيئا عنها من خلال وسائل الإعلام المصرية المليئة بالأخبار التافهة، وأيضا الفضائيات المصرية التى تمطرنا ليلا نهارا بأشخاص يتخيلون أنهم وحدهم يحملون صك الحقيقة يثرثرون كثيرا، ويعيدون ما يقولونه أكثر، ومع ذلك لم تهتم إحدى هذه الفضائيات مرة واحدة بتجربة مصرية عظيمة لاسم الأم ماجى التى تعمل منذ سنوات طويلة لخدمة الأحياء الشعبية والأطفال والفقراء، وتركت وظيفتها كمدرسة لعلوم الكمبيوتر بالجامعة الأمريكية لصالح عملها الخيرى الذى اهتمت به منذ صغرها، وتؤكد المعلومات أن تلك السيدة العظيمة تخدم أكثر من 200 ألف أسرة فى الأحياء الفقيرة ولا تفرق فى خدماتها بين مسلم ومسيحى، وتقدم أيضا تلك الخدمات للمدارس بالمناطق العشوائية بمنشية ناصر وتعمل على تحسين ظروف الفقراء لذلك أطلق عليها هؤلاء الفقراء اسم الأم ماجى أو الأم تريزة المصرية؟!
ومن الغريب والطريف أن يكون ترشيح الأم ماجى المصرية لجائزة نوبل عن طريق نواب الكونجرس الأمريكى وشخصيات عامة بالنرويج، وهنا نتساءل كيف عرف أعضاء الكونجرس والمنظمات الدولية أن تلك السيدة المصرية العظيمة تقدم تلك الخدمات الجليلة إلى أطفال مصر منذ أكثر من 25 عاما؟
خمسة وعشرون عاما وهى تقدم خدماتها دون أى ضوء إعلامى، ونحن نعلم أن هناك المئات من الشخصيات فى مصر تستثمر أى عمل أقل بكثير مما تقدمه تلك السيدة لتلمع نفسها وتجعل الكل ينظر إليها من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ومع ذلك فإن تلك السيدة أرادت أن تقدم إلينا نموذجا محترما بأن تنشئ منظمة خيرية منذ عام 1985 تهتم بأطفال الأحياء الفقيرة، وساعدت إلى الآن 250 ألف أسرة فقيرة ويعمل بتلك المؤسسة أكثر من 1500 مصرى كمتطوع، وأنا شخصيا أكتب كلمتى هذه ولم تعلن إلى الآن نتيجة جائزة نوبل للسلام، وسواء فازت تلك السيدة أو لم تفز لا بد أن نحملها على الأعناق ونفتخر بها، إن تلك السيدة العظيمة عندما تصل إلى الأحياء الفقيرة بشوارعها الضيقة وأكوام الزبالة الكبيرة تعم الفرحة فى تلك الشوارع، وتتعالى أصوات الأطفال مهللة هنا وهناك وهى توزع الحلوى عليهم وتبتسم ابتسامتها المعروفة، مصافحة كل الوجوه بملابسها البيضاء البسيطة، وتأخذ كثيرا من الأطفال إلى الحضانة وتغسل أرجلهم مثل ما كان يفعل المسيح، وأيضا تلبسهم (صنادل وشباشب) تفعل كل ذلك وهى سعيدة أنها تفعله حريصة على غسل أقدام هؤلاء الأطفال، مثلما فعل السيد المسيح لتقدم قيمة محترمة لهم نبحث عنها كثيرا فى مجتمعنا المصرى وهى قيمة النظافة.
إن تلك السيدة العظيمة التى كان يعمل والدها جبران جورجى طبيبا بشريا متزوجة من المهندس المصرى إبراهيم أبو سيف، ولديها ولد وبنت، الولد مهندس والبنت متزوجة ولديها أطفال، وأنا لا أعرف بالضبط ما شعور تلك الأسرة العظيمة التى تنتمى إليها تلك السيدة الأعظم، أكيد أنهم مسرورون وفرحون وفخورون بما تقدمه تلك السيدة العظيمة، ومن الأشياء الغريبة والطريفة التى قرأنا عنها أن تلك السيدة جاءت لزيارة حى الزبالين منذ أكثر من 27 عاما ولم تصدق حالة الفقر التى يعيش فيها أهالى وأطفال تلك المنطقة، فتفرغت منذ تلك اللحظة لمساعدة الفقراء وتقديم المعونة لهم، محاولة أن ترسم البسمة على وجوههم.
إن ما تقدمه تلك السيدة من خلال جمعياتها وشبابها المتطوع عن كيفية احتواء الأطفال فى مراحل العمر الأولى تؤكد أنها تحمل قيما سامية نتمنى أن تكون عدوى تنتشر فى الشعب المصرى، وأنا أرى أن خبر ترشيح تلك السيدة ماجى جبران لجائزة نوبل للسلام نقطة فاصلة يجب أن نقف أمامها كثيرا، لنرجع مرة أخرى إلى قيم ثورة يناير تلك الثورة التى وقف من خلالها زعيم أكبر دولة فى العالم ليقول لشعبه إن المصريين ما زالوا يعلموننا التاريخ، نعم تلك حقيقة أبرزتها الثورة وتبرزها اليوم بلا جدال تلك السيدة المصرية ماجى جبران والمرشحة للفوز بجائزة نوبل للسلام. ونحن نؤكد أنها فازت بأعظم وأكبر وأفضل من الجائزة، إنها فازت بقيم الحب والسلام ورضا الله عليها، ونحن نصدقها كل الصدق وهى تؤكد أنها لا تنشغل بفكرة الفوز بجائزة نوبل، وأن ابتسامة طفل فقير يعيش فى حى فقير أفضل لديها من أى جائزة.
نصدقها لأنها تمتلك كثيرا من القيم المحترمة التى عبرت عنها من خلال مشوار حياتها، مما جعلنا لا بد أن نصدقها وإذا لم نصدق تلك السيدة العظيمة فمن نصدق. نتمنى أن يعى المصريون فى تلك الأيام الفارقة من حياتهم أن مثال تلك السيدة لا بد أن يفتخر بها كل مصرى ومصرية سواء كان مسيحيا أو مسلما، فبالتأكيد تلك السيدة جمعت قلوبنا بالفخر بها، ولا بد أن نتقدم بالاعتذار إليها عن عدم معرفتنا بما قدمته عبر 25 عاما إلى أهالينا فى الأحياء الفقيرة فى مصر.. إحنا آسفين.
سليمان القلشي 

عن الكام يوم


عن الكام يوم
خلصت امتحان مدراس التمثيل
كتبت قصة قصيرة علي ورقة الامتحان
خلصت فضلت احكي الحكاية للمرة الكتير
نفس الكلام اللي بسمعه عن الغرابة وازاي دا حصل وليه؟
وابعد واجري وخاف
اتكتب علي ايدي بقلم حبر 
” ليس لهم وجود “
نزلت روحت ورشة التمثيل اقعدت اشرح للناس الجديدة الحاجات اللي اتعودت عليها
بس كنت حتي بمثل من بره انا بمثل عليهم اني بمثل
فتاة جت تبع رسالة طلبت المساعدة
روحت فضلت اشتغل ف حدود الثلاث ساعات ما بين الفرز والعد
دايما كنت بدور ف الاماكن الفاضية
ع الحكايات رسمت مليون قصة للهدوم اللي قدامي
وكنت عاوز احكي بس اللي بيسمع مش موجود
سكت
قاعد لوحدي ف العربة
اتصال مني 
1.59 مدة المكالمة
ثلاث جمل صمت 
قفلت
اتصال آخر
ناس كثيرة ضحك تمثيل تمثيل تمثيل 
مكتبة تمثيل تمثيل تمثيل
بلاك
الاربع
كل وسائل الاتصال تم غلقها 
رغبة ف النزول دون هدف
محطة الرمل ترام
كتاب عمر طاهر
تلفيون تحركت من مكانها 
تلفيون آخر 
تمشية مطولة أحكي من جديد
ترام مقابلة شغل مساعدة ف كتابة نص
بكره فيه مشاهدة 
ولازم نخلص
الاسئلة المعتاده 
مالك؟ فيه ايه؟ شكلك؟ تخنت؟ أرفع رجلك 
أكتب  , حلو دا
مشروع وحدي عمر طاهر
تمشية للبيت 
محاولة للنوم
بلاك
الخميس
تلفيون مطول
مشاهدة تحمس للفكرة العرض
كلام جيد بخصوص النص
تمشية من سيدي جابر الي محطة مصر
لحضور عرض مسرحي
لا اشعر بأي تعب ولكن أشعر أن رجلي تصرخ 
أجلس غريب يطلب مني مراعاة شئ ما الي ان يرجع
اشير برأسي ليفهم ما يريد
عرض لطيف 
سؤال
هو انت ليه مش بتكتب؟
مكتبة 
ركوب ترام
البيت 
محاولة جادة للنوم 
تدرج الي الظلام
**********************
الجمعة
أستحمام , صلاة , دعاء
مكتبة , استفسار 
كلام فارغ كثير
البيت 
تردد وحيرة من لاشئ 
تفكير غير مجدي ف رسالة لا أعرف ما اريد قوله فيها
تشغيل نيسوالدورما  وبعدها حفلة الثلاثي التيوينير
تكميل وجع ف كتاب غادة السمان 
رسالة 
استعداد للذهاب الي حفلة الطنبورة 
اتصال , تم قبول العرض ف المهرجان
ترام 
الجزويت
سلام ع ابونا هنري بولاد
ف آخر صف أجلس الصف كله اصدقائئ 
أحب الجزويت بشدة لا أعرف السبب ولكن أنجذب اليه
الحفلة مبهجة بأقصي درجات البهجة ف منتصف الحفلة او أقل
عند أغنية معينة أفقد أحساسي بالمكان تلك الاغنية اللي سمعتها وانا رايح أجيب شنطتي من عند عمر مكرم وارجع ع المنصة الكبيرة ف التحرير
صور الميدان تهاجمني بضراوة 
ملابس الشهداء اللي خوفت المسها علشان موسخهاش
رؤيتي لله 
الشتاء المفاجئ الدعاء الجماعي السري
بكائئ امام المنصة وهم يقولون عن قروب انباء هامة
تذكري للشاب السكندري الذي قتل بطلقة واحدة 
وكنت أحلم به قبلها بيوم دون أن أعرفه أن هعمل كدا هقرب من الامن وارفع ايدي علشان ميخافوش مني
سبقني وخد الطلقة واستراح 
مجري الدماء المحافظ عليه ف الميدان 
كل شئ اي شئ 
كل هذا هاجمني ف تلك اللحظة
بنت قدامي صغيرة علي رجل والدها شعرها أسود طويل وغزير أتخيلها بنتي ,وانا أضفر لها شعرها
“لازم امشي “ 
دا كان أحساسي بس هقوم كل الناس دي علشان أقوم انا؟؟؟؟
فجاءة أري نفسي ممسك بزر تفجير تتصل أسلاكه بي انا فقط أفجر نفسي دون لحظة تفكير أتبعثر الي الوان كثيرة 
الناس تبتهج وتعتقد انه جزء من العرض
الجزء السئ يهاجمني
” ازاي عندنا حاجات حلوة كدا؟ “
” الناس دي هتموت ف يوم “
معرفتش أرجع الي طبيعتي , معرفتش أحس بأي شئ 
ولا أعرف أصلا فيه ايه 
أوصل اصدقاء 
أتكلم مع الاقرب لي 
يأكلون 
فجاءة تأتيني هدية كتاب نظر2
لمحي الدين اللباد 
دون اي مناسبة أسخن اشعر اني عاوز أطير أنظر للسماء
واقول له
انت عاوز ايه مني بقي؟ انا مش عارف اقولك ايه بجد
يركبون أتمشي للمنزل 
محاولة جادة للنوم